مفكر تونسي on Clubhouse

Bio

🇹🇳 إسمي وسيم

Computer engineer.

مفكر حر لا أنتمي لأي حزب، شوكة في حلق جميع أعداء الوطن. ❤


لم أعتقد ذلك، و لم أفكر يوما بخاطرة بلوغ هذا العمق الخانق!
لم أتخيل يوما أنني سأسحق بكل هذه الضغوطات المبهمة ألتي حولتني إلى ثقب أسود، لا حجم لي وسط أحزان لا نهائية  الثقل.
و كأنما أخذت غدرا!
لم أكن سوى عاشق للأغاني الكلاسيكية ذات البعد الغير مفهوم من قبل العامة!
لم أكن سوى طفل يرتجي أمه أن تمنحه فرصة التجول وقت العواصف الساحقة، والتمتع بسيول الأمطار الغزيرة بينما أتنبأ بشدة أصوات الرعد بعد أن تخطفني أضوائها من عزلة  لم أجد يوما سببا يكمن خلفها.
نعم كنت أعشق الأجواء الغامضة والحزينة دون تفسير منطقي يذكر.
لم أكن سوى رومانسي وحيد ينتظر بفارغ الصبر إنقطاع الكهرباء، ليقنع عائلته بالإبتعاد عن الضجيج والإستمتاع بأنوار الشموع ألتي كانت تحمل لي صور عوالم عميقة تنسجم مع أصوات عويل الرياح بالخارج.
لم تكن لي أحلام كبيرة،غير العيش شمالا داخل كوخ دافئ بينما أشاهد تساقط الثلوج الكثيفة من حوله بينما أرتشف قهوة ساخنة ، مستمتعا بدندنة الراديو أو خطاب زعيم أمة بلغت السلام و حرية تقرير المصير بعد حرب طويلة أنهكت قواها.
لم أرد لا مالا، لا جاها و لم أرد إلا أن أضيف كتابة أو أخترع شيئا يضيف قيمة إيجابة إلى الإنسانية ككل.
لقد كنت أعشق قرآءة  تلك الروايات اللذيذة ألتي تكتب بطريقة تجعلني أرى، أسمع، أتخيل و أتذوق أحداثها، كنت أشعر بنسمات هوائها و دفء شمسها، و زكاء روائحها و جل تفاصيلها ..
أعشق كتب الفزياء والفلسفة و علوم النفس نظرا لعمقها و كشفها للجانب المظلم من المجهول...
إلى أن تم أختطافي! لأجد نفسي مكبلا بقيود الواقع والمجتمع الشائكة! فها أنا اليوم أحارب لأبلغ طموحا لا تمثلني، أتصرف بطريقة لا علاقة لها بداخلي سوى الفرض!
لأصبح جبانا يصارع الوقت، الأوضاع، صعوبة الحياة، تطفل السياسة والإقتصاد.
أحارب أكاذيبي ألتي أخرست بها صراخ ذلك الطفل داخلي.
أمتثل لأوامر لم أعرف يوما من وجهها لي، أعاتب نفسي أحايانا و أنافقها أحيانا، أبتسم خارجيا بينما يتم تقطيعي دون رحمة.
لا أحد يستطيع سماع نواحي ، لا أحد يهتم لإرادتي، وسط عالم فرض علينا قواعد إما أن نتبعها أو نموت.
لكن أخيرا أدركت أنني ميت أصلا !  و أن الموت جوعا، حرقا،غرقا و جميع أشكال الموت البشعة تعتبر رحيمة مقارنة بالموت الداخلي.
هذه سيرتي الذاتية ... أما الشهائد الأكادمية و سنوات الخبرة والنجاحات لا أعتبرها سوى وثائق  سأتركها لكم بعد أن يتم
تشيع جثماني ..
بقلمي.
©وسيم عمارة (مفكر تونسي).