سَعِيد مُسْعَد on Clubhouse

Bio

واعظ بمَجْمَعِ البحوث الإسلامية
بالأزهر الشريف

ليسانس الشريعة الإسلامية

مُحفظ قرآن


رقم مركز الأزهر للفتوى
اتصل على 19906

الحمد لله على نعمة الإسلام والسُنة


كيف يُضِلُّ اللهُ أحداً؟

قد رسم أحد العلماء صورة تخيلية لتقريب الفهم.

(حاكم يحكم بلدة قد أرسل جنوده في أنحائها ليبلغ كل الناس أن هناك عدوا سيصل في صباح اليوم التالي، وعلى كل الناس مغادرة تلك البلدة في الليل، وأخبرهم أنه مَن سيسرع الآن فإن الحاكم قد أعدّ له مِن المعونة. فأسرع من أسرع فوجد السفن تنتظره وفيها من الزاد والخير، وتباطأ آخرون، ولم يصدق الخبرَ جمعٌ جلسوا في بيوتهم.)

تلك هي هداية البيان والإرشاد تأتي كل أحد.
وهداية التوفيق تُعطى لمن استجاب.

ما هي عُملة شراء الهدى؟
القبول والاستجابة.

فالله (يهدي إليه من أناب) .

(ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم ..... ولهديناهم) هكذا بيّن الله.

(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم ..)

(ومن يعتصم بالله فقد هُدي ..)

هؤلاء لهم الهداية، وآخرون يقول فيهم (أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم) !
(من يشأ الله يضلله)!
(من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا)

تتبع سياقات الهدى في كتاب الله لتعلم أن كلا الفئتين معلوم. الله يهدي من يشاء نعمةً منه وفضلاً، ويضل من يشاء حكمةً منه وعدلاً. وكل شيء عنده بمقدار ومعايير محددة. فـ(الإضلال) و(الهداية) قوانين لها ضوابط.

من الفئات التي يريد الله إضلالها؟
هم الذين اتخذوا قراراً مسبقاً بالظلم والفسق والكذب والتكذيب والخيانة والتلاعب بأمر الدين.

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا )

(إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)

(إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)

ولكن كيف يضلهم؟
يكلهم إلى أنفسهم. أن تُترك وفقط!

(مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ ۚ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )

ويَذَرُهُم... يتركهم.

ثم لن تدعي نفس تتحسر في الآخرة لتقول (لو أن الله هداني! ) بلى قد وصلتك الهداية!

(وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً ........أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ.
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي .......بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا ......)

🇪🇬