«إنَّ الإنسانيّةَ في مفهومِها، هي اداة أيديولوجيّة نافعة بشكلٍ خاص للتوسعات الإمبريالية، وفي شكلِها الأخلاقي الإنساني، هي وسيلة للإمبريالية الاقتصادية. وهنا يَحضُرني تعبيرٌ معدلٌ إلىٰ حدٍّ ما عن تعبيرِ بيير جوزيف برودون Proudhon: "كلُّ مَن يتعكّزُ علىٰ الإنسانيّة يهدفُ لِلخداع."
إنَّ مُصادرةَ كلمة إنسانية، والاستناد اليها واحتكارها، ربما يُفضي الىٰ نتائج لا تُعد ولا تحصىٰ، مثل انتزاع صفة الانسانيّة مِن العَدو وانكار نوعيَّته البشريّة، وإعلانَه خارجًا عن القانون الإنساني؛ وبِهذا، يُمكِنُ دَفع الحرب إلىٰ أقصىٰ حد من اللاإنسانيّة.»