عندما كنت صغيرة كنت أعتقد أن بإمكاني تغيير العالم حولي..
أن لي قوة خارقة ستمكنني من إحداث التغيير الذي أشاء.
كنتُ أعتقد أن جميع الأشياء هي في الواقع كما تبدوا لنا، وأن ما يظهره الآخرين هو حقيقتهم، لم أؤمن بقاعدة "الجميع كاذب الي أن يثبت صدقه"
قاعدتي كانت باختصار: الجميع صادق، ولا أحد يكذب ..
فأنا لا أكذب، بكلماتي، بمشاعري، بمواقفي، بآرائي، لا أكذب بوعودي، وإن قلتُ شيئاً فأنا حقاً أعنيه..
عندما كنت صغيرة كنت أظن الجميع مثلي، ولكنني بتُ أعرف الآن أنني لم أكن إلا فتاة ترى إنعكاسها في الآخرين، وأنهم لم يكونوا سوى مرآة أرى بها نفسي.
انكسرت ذات مرة إحدى تلك المرايا وتفاجأتُ حين رأيت من يقبع خلفها، إنسان آخر، ليس أنا، وبالتأكيد هو ليس مثلي..
لا يقول الحقيقة دائماً وكثيراً ما يكذب
لا يبالي كما أُبالي، ولا تهمه التفاصيل التي تهمني..
ظلمتُ نفسي حين ظننت العالم يشبهني، والآن أنا كبرت ولم أستطع تغيير العالم، لكنه رغم ذلك لم يغيرني، لا زلتُ لا أعرف كيف أكذب، لا زلت أصدق الجميع.