Hamada Yosof on Clubhouse

Bio

هذي الزهورُ المستبيحةُ إصبعَهْ
ذكرى من الحبِ الذي قد أوجعهْ

تَخِذَت من الطينِ الذي في كَفّه
بيتاً وفاحت كي تؤرقَ مضجعَهْ

تاقت إلى الشوقِ الذي في عينهِ
لما سقاها ذات يومٍ أدمُعَهْ

وحكى لها كم كان يَعصِرُ قلبَه
أنَّ القلوبَ بكل مُؤذٍ مُولَعةْ

أن العيونَ على فِراسةِ رمْقِها
لا تُبصرُ العشاقَ خلف الأقنعةْ

لا تنظرُ الأشياءَ غيرَ حبيبِها
وحُلولِهِ مَرْمَى الجهاتِ الأربعةْ

هذي الزهورُ الذابلاتُ حبيبةٌ
لا بلْ بقايا من حنينٍ وَدَّعَهْ

ضُمَّت بِكفّ شقائِهِ لما انحنى
يومَ الرحيلِ وراح يحضنُ أضلُعَهْ

فتفتحتْ تُلْقِي عليهِ سلامَها
وتَرنّمتْ حتى تُواسيَ مَسمعَهْ

وتراقصتْ في الريحِ لا من بَهجةٍ
أو جِنَّة بل كي تُطوّحَ أذرُعَهْ

وهَفَا الهواءُ بعطرِها فتمايلتْ
تحنو على أنقاضِه كي تجمعَهْ

قال الفراقُ أذلَّ قلبيَ والذي
سُلِبَ الجناحَ فَريحُهُ لن ترفعَهْ

قالت نُحبكَ أن تكون مُصاحباً
فالحبُ يرزقُ من يُحب بمن معهْ

وانثُرْ شذاك على الطريقِ لَعلّه
يَلقى حبيباً تائهاً قد ضيّعَهْ

يبكي وفي كفّيهِ تنبتُ زهرةٌ
حُبّاً كَسَيْلِ الماءِ يَعرِفُ مَنبعَهْ

يلقاك تَنبتُ بالزهور كَزَهْرِهِ
وتراهُ يزرعُ في ضُلوعكَ أفرُعَهْ

هذي الزهورُ على طفولةِ عُمْرِها
تُمْلِي على شيخِ القصيدةِ مَطلعَهْ


-حمادة يوسف-